هكذا تأملت الكاهنة ميم - تأليف. إبراهيم الكوني

  • النوع: غلاف عادي
  • الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
  • تاريخ النشر: 2006

إن العالم الروائي الذي بناه إبراهيم الكوني في رواياته ينظمه سارد لاشك أنه واسطة بين القارئ والمؤلف الفعلي ولكنه لن يكون واسطة محايدة. وهو صوت يتحدث ويحكي وعين ترى وتصف. وضعه إزاء مروياته ثابت لا يتغير. وإذا أردنا أن نحدد هذه الوضع بمفردات الإنشائيين قلنا إنه خارج القصة، غيري القصة. فهو بهذا المعنى لا نرى لـه حضوراً داخل القصة التي يرويها وهو بطبيعة الحال لا علاقة لـه بالأحداث، إذ لا يشارك فيها فهو. المتكلم دائماً. وإن استعمل ضمير الغيبة فلا يحيد عنه البتة. وهو بهذا المعنى السارد الأول وليس موضوعاً للسرد.‏

ولعل أبرز هذه التقنيات ما يتعلق بوضع السارد ورؤيته ووظيفته وبطبيعة الحكاية التي يرويها، فهي حكاية لا تخلو من حبكة، وهي حكاية تنشد الكلية إضافة إلى طبيعة الشخصيات الروائية التي أعاد سلطتها داخل النص الروائي وقد تضخمت بأعمالها الأسطورية. نضيف إلى ذلك كله استبدال المرويات المعروفة في الرواية العربية المعاصرة بمرويات جديدة غير مطروقة بصفة كافية. وهي تتعلق بالصحراء باعتبارها فضاء للأحداث المروية وبالأسطورة باعتبارها رؤية للكون والحياة استطاع المؤلف أن يوظفها في أقصى طاقاتها الإبداعية. وإذا أكدنا على أهمية الخطاب الأيديولوجي الذي يحمل بعداً ميتافيزيقياً وقد هيمن على رواية إبراهيم الكوني، وبعداً سياسياً يتمثل في الدفاع الخفي عن ثقافة الطوارق باعتبارهم أقلية سياسية وثقافية في الصحراء الكبرى، أمكن القول إننا إزاء ما يمكن أن نسميه بما بعد الحداثة في الرواية العربية المعاصرة. إنّ رواية الكوني هي رواية ما بعد الحداثة

product review overlay image

Customer reviews

{rating}
{/rating} No reviews left yet
Write A Review

No reviews have been left for this product, be the first to leave a review
Weight 0.2kg