تأليف الكلمة والصورة. الصادق النيهوم
تأليف الكلمة والصورة. الصادق النيهوم
لحظة يا أصدقاء
وأنا ملزم هنا لإظهار مدى عجز كلماتنا وحده أن تقول شيئا نافعاً وإنها ملقاة على الورق، بلهاء، الأنوف مقززة مثل القملات، لا تستطيع أن تقول شيئاً واحداً حتى تتدخل الموهبة لإنقاذها، وأنا أعلم أن هذا كلام كبير، ولكن انظروا هذا المثال:
يتنقل خلال فترة متاعبه إلى جزيرة صغيرة في جزيرة إسمها مكادي، وتصادفه زنجية من بنات الجزيرة..
فتاة متكاملة بطريقة متقنة تحمل في جسدها الأبنوسي ملايين الملايين من الظلال التي لا يمكن تحديدها قط، بينما تكثر عقدها مشجع من دعات البحر ملايين أخرى من الظلال الأكثر خطورة، ويبدأ الشاعر في البحث عن كلمات مجدية ليشرح مشاعره يكتشف في لحظة واحدة أن ذلك لأنه آمن ثمة كلمات ستعمل على التواصل مع الخارج تلك الفائف من المشاعر المعقدة.. وفجأة تجد الشاعر طريقه فيهتف مخاطباً مكادي:
(أنا جئت:
أفتش عن شهرزاد البرونزية
طوقها كنوز .)
ولا شك أن ذلك قد أعطى الصورة جميع أبعادها، ولكن هل تقوم بذلك وحدها، أم أن آخر شيء غامض قد تصل بحل جديد؟
أنا أقول: أبعدوا شهرزاد وضعوا مكانها أي اسم لا يملك القوة الغنية الغنية التي خلفها الف ليلة وليلة، ثم دعونا نرى ما الذي استطاعت الكلمات وحده أن تفعله ويمكنها أن تقيد العاملين الشاهدين؟؟
نوع الكتاب: غلاف عادي 120 صفحة
الناشر: تالة للطباعة والنشر 2003
تأليف : الصادق النيهوم
إعداد: سالم الكبتي