تأليف إبراهيم الكوني
تأليف إبراهيم الكوني
سعر عادي
£15.00
سعر عادي
سعر البيع
£15.00
سعر الوحدة
/
لكل
-
باعتناقنا لتميمة سقراط نشبع نهم فضولنا التجارب الظامئ دائما لأن يقول، لأنه يسمع عكس ما يقول، ولكنّا في الصفقة نضل السبيل إلى الخافية، إلى الجوهر، نفقد تلك الحقيقة التي تقول فلسفات "الزن" أنها تقع في مكان ما خارج الكلمات، لا لأن ما نقول ما هو إلا ظل لما نقله، ظل لما أعجزتنا عضلة عن القول، ولكن لأن القول في حد ذاته الناشئة يتستر على طبيعة استرارية تحول القول إلى لغز، أو طلسم، في أسرع وقت، كما يتحول إلى أبتذال، في الحال الأسوأ. ولهذا السبب بالقول لا نرتكب المشاركة، ولكنا لا نقول ما نأمل أن نقوله بالتعاون. وهو مأزق ليس ناماً عن استعاء كلم، إعفاء أوجاز للتدخين، كما قد يظن بعض البلهاء، ولكن مأزق ديني أساساً مأزق ناجم عن السجية الميتافيزيقية للكلم أساساً. ولهادورة الكلم ولكنها تنتج عن هذه الطبيعة الفيروسية.
ولهذا فهمنا لماذا استحق الأمر الإلهي القاطع: "اقرأ!" الإجابة قطعاً قطعاً حتى أنه يبدو تجديفاً في حق الربوبية من صاحب الرسالة في عبارة: "ما أنا بقارئ!" الذي تفسيرت كجهل من الرسول بسر القراءة، في حين يجب تأويلها كما يجب أن تؤل، أي تنصّل من أمر الأطفال من الحقيقة المستخفية وراء الأمر، فزعاً من قدر النبوة المتخفي خلف ستور القراءة. وهو فرار تحدثنا بشكل أساسي عن مثيل له يوم فر النبي وجه من الملك جبريل إلى خديجة في أول تجربة له مع النبوة ليخفي وجهه في حضنها مردداً: "دثريني! دثريني!". وهو فرار له ما يبرره، ولن نعدم أن نجد له رديفاً في أول تجربة لإنسان بكر يعود إلى ساحة العرفان لأول مرة (أعني ما نسميه مدرسة جامعيتنا اليوم).
إبراهيم الكوني مزيج من خيالات وأحاسيس ومعان يتدفق تشكيلات حروف، وسيالات عبارات لا يستطيع المرء أمامها سوى التأمل ملياً بإبداع الكاتب الذي تخلف إلى حد التعديل في الفترة خفيفة والمفهوم والمنسوج في عالم الأدب القصصي والروائي. ففي صحفه أولاً يرحل بنا الكاتب إلى عالم من الأفكار تقفز برشاقة من خلال عباراته الرائعة ومعانيه يلامس، لتحتل دواخلنا، ولنشر في نشوة النفس أدبية رائعة، ولتشارك الأفكار بأفكار تصل إلى حدّ الغرابة الرائعة
- النوع: غلاف عادي
- الناشر: المؤسسة العربية للنشر والنشر
- تاريخ النشر: 2005