سيرة فبراير - تجربة شخصية رواية: إدريس المسماري
سيرة فبراير - تجربة شخصية رواية: إدريس المسماري
Normaler Preis
£8.99
Normaler Preis
Verkaufspreis
£8.99
Grundpreis
/
pro
لم تتأخر أماني الكاتب طويلاً ولا أمنيات أمثاله من المنتظرين، لقد كانت الدعوات للتظاهر ضد النظام عبر "الفيس بوك" تنتشر بشكل متسارع ومتصاعد، وكان الموعد الذي اتُفق عليه في 17 فبراير/ شباط وفي 15 من الشهر نفسه بدأت التظاهرات في شوارع بنغازي فشارك الكاتب بها، في أثناء التظاهرة تتصل به إحدى المحطات التلفزيونية الفضائية لكي يشرح ما يحدث في بنغازي فيقول: "الشباب يتظاهرون لإسقاط النظام . الثورة بدأت في ليبيا" . وخطب في المتظاهرين قائلاً: "ليبيا بلادكم من حقكم أن تقودوها بأنفسكم، هذا وطنكم ولازم يكون ليكم فيه صوت . ." .
من تلك التظاهرة بدأت "رحلة الغموض" كما وصفها الكاتب: "انقلبت فيها الحياة رأساً على عقب، بالفعل وليس على سبيل المجاز . حدث تغير جذري في الواقع الذي أعيشه" .
بدأت رحلة الغموض تلك، من مداهمة منزل الكاتب ليل مشاركته في التظاهرة، إلى رحلته معتقلاً مخطوفاً أسيراً من بنغازي إلى طرابلس حاملاً أسئلته ومخاوفه وقلقه على بلده وعائلته وأصدقائه، وداء السكري الذي يعانيه، وصولاً إلى السجن والزنازين والتعذيب والتحقيقات والاتهامات بالعمالة للغرب وأمريكا و"إسرائيل" . سردَ تفاصيل أسئلة المحققين وإجاباته، ورفضه وتنصله من محاولة توريطه في إعلان موقف داعم للنظام . أمّا قلقه الأكبر كان ما يجري خارج السجن وما هي أحوال ليبيا والثورة والعائلة . لكن إيمانه بقضاياه زاده قوة وإصراراً أن لا يضعف أمام الهواجس والمخاوف التي غلّفت لحظات حياته تلك .
"لم يكن من مناص أمامي إلا أن أواجه مصيري بصلابة وقوة، وألاّ أضعف مهما كانت الظروف، أما عن مصير أسرتي وأولادي ف" للبيت رب يحميه" .
في الخروج من طرابلس يتحدث الكاتب عن المرحلة الأخيرة من رحلة معاناته في سجون النظام . فبعد إخراجه من السجن ووضعه في الإقامة الجبرية في طرابلس تحت أعين الأجهزة الأمنية . فكّر بكل الوسائل الممكنة للهروب من طرابلس، وبمساعدة بعض الأصدقاء الأوفياء الموثوقين وبعد تخطيط وانتظار وخوف وتوتر استطاع مغادرة طرابلس إلى تونس عبر سيارة أجرة أوصلته إلى الحدود، حيث قطع مسافة طويلة جداً سيراً على الأقدام، وعند نقطة التفتيش التونسية قدّم له رجال الأمن الدعم الكامل للمرور والعبور إلى العاصمة تونس ومنها إلى بنغازي حيث كانت تحررت . يقول الكاتب بعد عودته إلى بنغازي من تونس: لم أستطع حسم الصراع بين عالم الرواية المتخيل، وبين التجربة التي عشتها،إلا بتلك الجملة التي قالها أحد المحققين معي بعد استماعه لشهادتي: "اكتب تجربتك" .
ويختم المسماري كتابه بأبيات لبعض الشعراء منها للشاعر محمد الفلطامي:
حينما أينع شوكاً لقهر في وجه الزمن
حينما أوقد كف الليل قنديل المحن
حينما جهّز لي السلطان أسلاك الكفن
حينها ازددت التصاقاً بالوطن
من تلك التظاهرة بدأت "رحلة الغموض" كما وصفها الكاتب: "انقلبت فيها الحياة رأساً على عقب، بالفعل وليس على سبيل المجاز . حدث تغير جذري في الواقع الذي أعيشه" .
بدأت رحلة الغموض تلك، من مداهمة منزل الكاتب ليل مشاركته في التظاهرة، إلى رحلته معتقلاً مخطوفاً أسيراً من بنغازي إلى طرابلس حاملاً أسئلته ومخاوفه وقلقه على بلده وعائلته وأصدقائه، وداء السكري الذي يعانيه، وصولاً إلى السجن والزنازين والتعذيب والتحقيقات والاتهامات بالعمالة للغرب وأمريكا و"إسرائيل" . سردَ تفاصيل أسئلة المحققين وإجاباته، ورفضه وتنصله من محاولة توريطه في إعلان موقف داعم للنظام . أمّا قلقه الأكبر كان ما يجري خارج السجن وما هي أحوال ليبيا والثورة والعائلة . لكن إيمانه بقضاياه زاده قوة وإصراراً أن لا يضعف أمام الهواجس والمخاوف التي غلّفت لحظات حياته تلك .
"لم يكن من مناص أمامي إلا أن أواجه مصيري بصلابة وقوة، وألاّ أضعف مهما كانت الظروف، أما عن مصير أسرتي وأولادي ف" للبيت رب يحميه" .
في الخروج من طرابلس يتحدث الكاتب عن المرحلة الأخيرة من رحلة معاناته في سجون النظام . فبعد إخراجه من السجن ووضعه في الإقامة الجبرية في طرابلس تحت أعين الأجهزة الأمنية . فكّر بكل الوسائل الممكنة للهروب من طرابلس، وبمساعدة بعض الأصدقاء الأوفياء الموثوقين وبعد تخطيط وانتظار وخوف وتوتر استطاع مغادرة طرابلس إلى تونس عبر سيارة أجرة أوصلته إلى الحدود، حيث قطع مسافة طويلة جداً سيراً على الأقدام، وعند نقطة التفتيش التونسية قدّم له رجال الأمن الدعم الكامل للمرور والعبور إلى العاصمة تونس ومنها إلى بنغازي حيث كانت تحررت . يقول الكاتب بعد عودته إلى بنغازي من تونس: لم أستطع حسم الصراع بين عالم الرواية المتخيل، وبين التجربة التي عشتها،إلا بتلك الجملة التي قالها أحد المحققين معي بعد استماعه لشهادتي: "اكتب تجربتك" .
ويختم المسماري كتابه بأبيات لبعض الشعراء منها للشاعر محمد الفلطامي:
حينما أينع شوكاً لقهر في وجه الزمن
حينما أوقد كف الليل قنديل المحن
حينما جهّز لي السلطان أسلاك الكفن
حينها ازددت التصاقاً بالوطن
- النوع: غلاف عادي 320 صفحة
- الناشر: دار النهضة العربية
- تاريخ النشر: 2014
- تأليف: إدريس المسماري
- ISBN: 978-614-402-805-6
Share
No reviews