Zu Produktinformationen springen
1 von 1

My Store

نداءُ ماكان بعيداً تأليف إبراهيم الكوني

نداءُ ماكان بعيداً تأليف إبراهيم الكوني

Normaler Preis £15.00
Normaler Preis Verkaufspreis £15.00
Sale Ausverkauft
Inkl. Steuern. Versand wird beim Checkout berechnet

  •  النوع: غلاف عادي
  • الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
  • تاريخ النشر: 2006
  • ISBN: 9959251578

منحت اللجنة الفرنكفونية التابعة لليونيسكو الجائزة للكوني جائزة "الكلمة الذهبية" في دورتها لهذا العام 2010، للروائي الليبي إبراهيم الكوني.

وتحصل الكوني على الجائزة عن روايته "نداء ما كان بعيدا" بعد ترجمتها إلى اللغة الفرنسية. وقام بترجمها المستشرق الفرنسي "فيليب فيجرو".

في ذلك الفجر الغامض الذي ارتفع فيه غبار الطلع فوق هامة جبل نفوسه المكابر مبكّراً، دقّت حوافر الجياد المتوثّبة تراب الأرض كأنها تقرع طبول الحرب. والتأمت جحافل الفرسان التي جادت بها مختلف القبائل عبر الدروب المتعرّجة التي تحرث الخاصرة الجبلية المنيعة، لتكّون في كل شعبة جديدة رافداً جديداً يزوّد الجيش بدعم جديد، ليتحول في الحضيض إلى سيل مارد يتدفّق إلى الأمام مهدّداً بأن يجرف في طريقه أي شيئ.

في ألاسافل تبدّي سهل الجفارة العاري مغموراً بفيض شروق ذهبيّ، ملفوفاً في هجعته الخالدة بسكون مريب ينذر بنبوءة لم تشهدها الأرض المحصورة بين بدن الجبل وغمر البحر منذ زمان بعيد. وربّما لم يحدث أن شهدت لها مثيلا منذ العصور الموغلة في القدم التي كانت فيها قبائل "الجرمنت" تغير على جيوش قرطاجة أوالرومان، أو الأزمنة التالية التي كان فيها "يوغرتن" يصد غزوات الرومان ويبيد جيوشهم التي تتدفّق عبر الصحراء لإجبار الناس الذين لا يملكون حتى لقمة العشاء لدفع المكوس.

فما أشبه رومان الأمس بأتراك اليوم، وما أشبهه هو، أحمد بك القرمانلي، اليوم بزعيم "الجرمنت" الذي لا يضطرّ أبداً أن يجتاز حدود الصحراء ويبلغ تخوم البحر إلاّ لردع الغزاة دفاعاً عن النفس وعن حرم الصحراء. لأنه يعلم أن أهل السواحل إذا كانوا أشبه الخلق بأسماكهم التي لا تخرج من غمر البحر إلا لتختنق وتهلك خارج البحر، كذلك فإن أهل الصحراء لا يخرجون من صحرائهم إلاّ ليختنقوا. ولهذا السبب يطاردون الأعداء حتّى تخوم المياه. يعده يولّون الأدبار كأنهم يفرّون من الوباء. لأن الشطآن التي يحيا الناس على ميهاها في استقرار، هي في يقينهم الدوّ الأكثر عداوة من الغزاة. ولهذا السبب سن أهل البلاد لأنفسهم ناموسا منذ عهود لا يذكرها أحد يقضي بهجران السواحل وتركها لأهل ما وراء البحار الذين كانوا يقبلون ليؤسّسوا عليها المدن الساحلية من أرض اليونان، ثم من جيرانهم الرومان وقبلهم من أرض الفينيقيين

Vollständige Details anzeigen