العودة إلى آخر الحارة - تأليف: عبد الرحمن مصطفى
العودة إلى آخر الحارة - تأليف: عبد الرحمن مصطفى
.. عاد ليسأل: ماذا خسرت؟
- ما زال خيارًا على خسارة الصحة بدأت، خسرت جزءًا منها، وما زال مثابرًا على خسارتها الكاملة.
- لماذا تصر على هذه الخسارة العمياء؟ ألم تدرس تلك المواضيع التي تُحَذِّر من «الأشياء التي يجب أن تنتبه لها جيدًا قبل وصولك لسن الأربعين؟».
- نبئها، ولكن.. ما فائدة ما نكتبه أو نقرؤه؟ لقد كتبت منذ عدة مواضيع التي استُخدِمت كأوراق لتنظيف الزجاج، وبعضها بديلًا للمناديل الورقية، وأخرى تشراعبت الزيوت المُقلية، وربما الطعمية والباذنجان المقلي. ما هي درجة الفائدة؟
سألني: ما الذي حقه؟
أُجيب: «رأيت كل شيء وتعبت على الحقيقة»، أو كما قال الفنان محمد منير.
الأسئلة بلا إعلانات لم تعجبه، ولكنها ألح: ماذا تعرف لك الحقيقة؟
- «الحقيقة» هي الكلمة التي يجب علينا استخدامها في عناوين من جملة «6 حقائق يجب أن تعرفها عن كذا» أو «10 حقائق لن يفهمها مواليدها، في النهاية هي معلومات عامة، أي إن الحقيقة ببساطة هي كل ما يعلمه جزئياً.
- ما أكثر الأشياء التي ندمت عليها خلال السنوات الماضية؟
- أني تعبت عن الحقيقة، دون الوصول إلى شيء.
—--
بالإضافة إلى «تعبه على الحقيقة» كمدوّنفي، دوم عبد الرحمن مصطفى على العادة السنوية منذ الخمسين والعشرين: في ذكرى يوم ميلاده يكتب في مدونته «آخر الحارة» صادق خلاصة العام الماضي وتطلعات العام الجديد، يتأمل النجاحات والإحباطات والآمال والمخاوف، على المستوى الشخصي وكذلك العام . وبعد أن جاوز الأربعين، يعود لي مقتبس من تدويناته السنوية ويعلق عليها حوار ويجري بين المدون ربيعي ثم الثلاثيني والأربعيني بنظرته الجديدة للأمور و«الحقيقة». في هذا الوقت، كاتب تاريخًا شخصيًا للتدوين والصحافة وتحولات الحياة الاجتماعية والسياسية من 2005 إلى الآن.
—--
عبد الرحمن مصطفى الصحفي المصري، من مواليد القاهرة عام 1980، تخرج من قسم التاريخ في كلية الآداب في عين شمس، عمل في كتابة قصص الصحافة الاجتماعية والحقيقات والمقالات في الصحف المصرية العربية، ثم انتقل إلى إنتاج الأخبار والإعلام الإلكتروني. في عام 2006، المسيح مدونته «آخر الحارة»، كما خصص مدونة أخرى لكتابه الصحفي بعنوان «أيام الصحافة».