تجربة تجريبية - تأليف: محسن العسلي

ردمك 9782843089995

اسم المؤلف محسن الرملي

عدد الصفحات 173

سنة النشر النشرة 5 - 2017

دار النشر المدى

غلاف الكتاب العادي

تتقاطع أحداث هذه الرواية بين أحداث الماضي وذكريات العراق مهد طفولة الكاتب و"مهد الحضارات"، وحدث حاضر تدور في معارضة محطّته "للسلام بعد طريق طويل مكتظ بالحروب". بين ما يربط الإنسان بموطن الأجداد، وبين حياته في بلد الهجرة المحتضن للقادمين أو الهاربين من واقع بلادهم الأليم. اللامعة روائي قصصي، يقابل الكاتب المشاهد والأبرز المواضيع الأساسية لشخصين مختلفين يعودون لشخصهم. إحداهما كوّنته ولا تسكنه حنينا، والأخرى مكتسبة تعيشها بإرادته، ويفترضها التأقلم مع يوميات حاضرة بحكم: "فمنذ هروب خارج أقواس العراق قبل ثلاثة أداء وطّنت نفسي على النسيان حتى توطّنت".

محاولة للوصول بين الحياتين، كان الراوي يقصّ صورا من الجرائد لموطنه الأصلي، ينتقي منها أقل قسوة، ويعلقها على جدران غرفته. استهلاكها ويمارس حسب ما يقول "هويّتي الأولى، حنيني، شوقي لاحتضان أمي واخوتي، إلى زيارة قبر عالية، للسباحة في نهر دجلة، إلى أصدقائي، إلى أبقارنا وميرنا ودجاجاتنا والجبل."، وأخت عمه وحبيبته الأولى التي قضت غرقاً في نهر النهر.
ولكن يبتعد بعد حين: "كنت ألصقها بنيّة لا من غربتي لكنها في الحقيقة". كانت هذه الصور أيضاً مصدر تعليق الأب الذي التقاه صدفة في الحكومة، إذ قال: "كنت مشغولاً أعقل من هذا..ولا تقع في الحنين المرضي الذي يقتصر فيه جلّ المغتربين حين يصورون لأنفسهم ذلك كل شيء جميل في بلادهم التي غادروها.. بما في ذلك ذلك الخرائب والمزابل..".
ذكريات ماضيه حاضرة دخلت، وسرد قصص قريته و"فضح" أهله، نال تشجيع أعبه الذي قال له: "أكتب ما تشاء ولن يحدث أسوأ مما حدث.. هذا العالم جايف". أبوه الذي جيلئ بوجوده في الاتحاد الدولي وتتميز خصيصا خصيصا للعمل عن ما كان عليه في العراق، جماهير ليس هو نفسه الذي جرهم "لمحاربة الرسام فقط أن أحدهم قد صفع بنفسه" أخته استبرق التي كانت رفيقة الطفولة الراوي وشبابه. في استعادة تفاصيل الأحداث التي وقعت على مبنى مقاطعة تكريت، والذي شارك فيه الجد وشخصيته المعاصرة.
بين الإحساس بمفاهيم الشرق، وما قدمه الغرب من مفاهيم وأطر ثقافية مختلفة، تتعرف على هذه الرواية إلى مواضيع متعددة كالهجرة والاغتراب والحنين والحب، ومفهوم الوطن، عبر صور معبرة ومشاهد قوية ومؤّثرة، لكن في إطار من الحنان الذي يشكك القسوة، ومن خلال نظرة إنسانية هادئة، عن البحثة.