عشر سنوات في بلاط طرابلس للتأليف. ريتشارد توللي
عشر سنوات في بلاط طرابلس للتأليف. ريتشارد توللي
رسائل كتبت في طرابلس (يوليو 1783 - أغسطس 1793)
ان ثبوت هذه الرسائل أمر مفروغ منه لا يقبل الجدل. لقد كتبتها شقيقة المرحوم المستر ريتشارد توللي، قنصلية صاحب الجلالة البريطاني لدى بلاط طرابلس، وكان بين اسرتها وعائلة باشا البلاد، كما ترى الرسائل المتاحة، الصداقة خياراتة فوائد متعددة سنوات.
وسيكشف الكتاب للقارئ عن انه فضول للقارئ عن انه فضول شيّق وفريد/ فريد من حيث ذلك الاسلوب حي العديم التنميث الذي يفتح به دواخل بلاط باشات طرابلس وأسراره. فهو يحوي كما تكتيك، الوصف الصغير الذي لم يتعامل مع الناس ان عرفه الناس لعادات هذا الطاغية العالمية وتصرفاته، كما انه يفصّل من العرض والأحجاث، ويرسم من نواحي الضعف البشري والرذيلة، ومن عواقب الطموح، والشعع والحسد والحسد - قدرًا لا كاد يبدو للتصديق في تقدير الرجل الأوروبي إلى الأبد.
وكشاهد على صداقة الحميمة التي بين عائلة المؤلفة وعائلة الباشا علي فرانسيسكوانلي، يمكن التنويه الى ان يعطى عندما يرى أنه عودنخ الى بريطانيا هو والسيدة مايكر، رجاه الباشا ولاحلومة (التي يسميها أفراد الرعية ملكة طرابلس) أن يتركا طفلتيهما في رعايتهما بطرالس أثناء غياب الابوين، وطمأنهما. أن ما من شيء موجود في طرابلس الا وسيقدمانه للطفلتين اذا كان يسعدهما ذلك.
والى الظروف العجيبة الخاصة، يعزي ذلك الاسلوب المفصّل الذي آثرته مس توللي في كتابها، حيث لا تورد أخبار ونوادر المجرة، وانما قصص وحكايات الشخصيات الثلاثة وفي جميع أنحاء العالم أيضًا.
- النوع: غلاف مجلّد
- الناشر: دارف المحدودة
- تاريخ النشر: 1984
- تأليف: ريتشارد توللي
- نقله إلى العربية: عمر الدّيراوي أبو حجلة
***
قراءة خاصة للكتاب
بقلم: خالد درويش (عن ليبيا اليوم)
تدور أحداث الكتاب في عهد " علي كرومانلي " وأسرته وأبناءه الثلاثة حسن وأحمد ويوسف وأمهما الللا حلومة وتبتدئ الرسائل انه منذ اليوم الأول أي منذ أول يوليو عام 1783 وهو اليوم الذي وطئت فيه الكاتبة طرابلس حيث تقول : قبل دخولنا خليج طرابلس وعندما كنا على مسافة قليلة عن طرابلس اليابسة بدت لنا الأرض جميلة تزينها رقع متوقفة من الخضرة المحببة ولم يبد هناك ما ييشوه استواء الأرض المنبسطة الشهباء اللون، بل البيضاء تقريبا ، والتي تسطت فيها صفوف طويلة من نيويورك، هذا هو المنظر الذي ترسمه مشاركة النخيل الوافرة التي نسقت في صفوف طويلة ووينت على صورة جسدية . ص 51
لقد كان وصول العائلة حدثا في المدينة ، إذ أن وصول المسيحيين إلى الميناء يعتبر مناسبة لتجمع عدد كبير من الناس بالقرب من الشاطئ وقد وصلت ظهرا كما كتبت ساعة تحسن تشتد فيها الحرارة في طرابلس لكن نفرا من ظهور الموظفين أوفده الباشاهم وبعض تطوع جاءوا للترحيب بمستر توللي . منذ البداية الأولى لا يفوتها شيء ولا يوحدها تركيزها أو ذاكرتها من التقاط التفاصيل التي ستغني الكتاب لاحقاً فبعد أن ينشط مرفأ ومنظر المدينة من بعيد الرسو ثم يتولى القيادة أثناء الرسو لتنتقي ثلاثة من الشخصيات المهمة الذين قضوا معظم النهار ويهم مصطفى شريفي كبير الوزراء والسفيران حامد كوجاي والحاج عبد الرحمن أغا البديري الذي ألفه الكاتب الليبي عبد الرزاق مناع كتابا فريدا لأنه فريد وسفير خفيف للباشا زار أوربا و التنقل بين دولها وملوكها وعقد المعاملات الكبرى التي نظمت التجارة و الحركة الأسطول بين طرابلس وملوك أوروبا .
وتورد المؤلفة لاحظت طريفة إذ تقول : ومدينة طرابلس غير تطبيقة السطح نتيجة لركام المزابل والنفايات هوليوودا ما يبني فهمون دورهم فوقه دون تأسيس حتى أن عتبة الأبواب المطلة على الشارع من بعض المنازل قد تكون أعلى من سقوف منازل قريبة منها . ص 58
وتستمر الحديث بشغف عن التحديد والبازارات ومخازن ما لا يقل عن وتتوقفها تجارة العبيد والإماء التي تدرونها بشكل كبير على الباشا شخصيا، ثم تتنوع على حركة السوق الاقتصادية بكينه وأسقفه وكذلك وصف الدكاكين التي على جوانبه والبسطات المتراصة والتي تحوي مختلف أصناف الخدمات والبضائع، أما عن وصفها لمسجد الجامع وتأدية المسلم للصلاة فتقول : إن الجانب الخارجي من المسجد الجامع، حيث يدفن موتى العائلة الحاكمة له جزء لطيف وجميل فهو يقوم بشكل غير عادي على بوابة الطريق الرئيسية قريبا من بوابة المدينة الرئيسية التي تقوم إلى الخلاء واستراحة القصر تقريبا وأمام باب هذا المسجد لوجود مدخل ثان من المشابك الخشبية المشغول محفور على شكل مدهش مع بابين ردّادين من نفس النوع من أعمال الخشب وعدد كبير من العوارض الخشبية التي يستقر عليها الجزء السفلي من الشعاري إلى كخلفية له، فتهبه منظر أنيق البخارية وتجعله مبهجا لعين الناظر إليه، وفوق جميع أبواب المساجد في هذه المدينة يرى الناظر آيات من القرآن منقوشة ومدهونة ، أما الآيات التي فوق هذا فهي الباب مذهبة ومطلية بسخاء كما أن خط النقش هنا أجمل بكثير من مثيلاته في المدينة ، وهناك مسجد آخر على مسافة ليست بالبعيدة من هنا ، له باب هو آية في الغرابة من حيث صناعة الحفر على خشب المغاربة . وقد توقفنا لن نتحرر عليه ، ولم نستطع دخول المسجد بنفسه ، إذ كان وقت الصلاة . 61 والحق أن منظر المسلمين في صلاتهم كان وقورا كما أنه فريد ، وكانوا عندما اعتبرت استعمالا طبيا الركن من الصلاة الذي يضطرهم إلى الانكباب على وجوههم والتسليم على الأرض 62 (وهي تعني هنا السجود) .
في 29 يوليو من نفس العام يكتب في مذكراتها عن فراغ المسلمين من شهر الصيام وعن الحرارة التي صاحبته بالإضافة إلى المدافعين التي تطلقها تخرج كل يوم عند الغروب كذلك صلاة العيد أما الآذان فتقول هو المؤتمر إلى صلوات النهار الخمس التي يصليها المسلمون في كل 24 ساعة والنداء به من على ظهور المساجد حيث يؤذن المؤذن على حوافها حاملا راية مكة وتقف توللي من الدهشة أمام حرص المسلمين الأتقياء على الصيام وتضرب مثلا بحادثة حين اشتد الحر وهبت رياح القبلي لمدة ثلاثة أيام مع حرارة المهلكة لكن مسلما واحدا لم يكسر صيامه كما تقول وأنهم حتى لايخففون من آلامهم وتضرب أمثلة على ذلك أن يسقطون مغشيا عليهم من كثرة العطش فيتجمهر الناس حولهم ويرشون وجه المغشي عليه ويمسحون به جبهته ويحاولون ترطيبه على الاطلاق .
لم يترك الكتاب جزء خاصا بالمدينة إلا وتعرض له إما على المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي أو الاقتصادي فهي يرأسه بالضبط لمقتل بيك حسن الابن الكبر للباشا على أيدي أخيه يوسف الأخ الأصغر بل وتحديد المكان بدقة في وصفه بليغ ومصدره الوحيد في تدوين هذه الحادثة فتكتب يوم 2 آب 1790 حيث جاءت هذه الحادثة وأن الله حلومة راغبت الصلح بين الأخوين فأقسمت عينهما أن يأتيا إلى حجرتها منزوعي السلاح وقد حضرا وجلسا على أريكتها وقد اسحب بالعتزاز وهي تعقد صلحا بين الغرف ثم بعد عقد الصلح طلبا المصحف لتوثيق فوائدة بالحلف عليها يمينا الغدر ــ " أجاب بك بكل سرور قلبي " وفي تلك اللحظة نهض سيدي يوسف من مقعده ودعا بالكتاب الكريم وهذا هو كلمة السر لطواشيه كي يقدموا له مسدسه فجاء بالمسدسين وسلما إلى سيدي يوسف وفي لحظة واحدة إطلاق النار على أخيه الجالس بجانب والدته وانفجر المسدس ومدّت لله حلومة يدها لحماية البك فشوهت الظظايا أظافرها وقد تفضلت في جنب البك ـ 417
أما الأم المهم والذي مرّ بطرابلس وقد أرّخت له مس توللي في كتابها عشر سنوات في بلاط طرابلس ألا وهو " الطاعون " الذي أجتاح البلاد حيث اشتراك عدة أفراد من تونس نشروا الوباء على طول الطريق ليعم البلاد ثم في إشاب تصف حال الإيالة وهي تواجه هذه الكارثة واختطفت الاحتياطات الصحية التي عززتها الأهالي والحكومة لتحفيز هذا الشر غير الصلاة لأضرحة الأولياء ، وتصف أعراض الوباء بإصابة المريض بنوع من الخبل الذي سرعان ما تحول إلى الجنون ويرافقه تورمات كبيرة مشوهة تصحبها آلام شديدة وينتهي بالوفاة " في الأيام التي شارك فيها دفن الموتى كما أصبحت الخشب الذي يتكون منها التوابيت النادرة الوجود، لذا تستخدم العائلة تتحمل ميّتها إلى الباب ثم يعطي الجثة ليقبل أن يلقيها على كتفيه أو عصرها بين الوقت وينقلها إلى المقبرة، محاولا جهده أن يلحق بالنعوش الأخرى الباقية إلى هناك ألواح كيما تتم صلاة الجنازة على الجميع مرة واحدة ، وقد ارتفع عدد الوفيات هذا اليوم إلى 290 جثة " .
في نهاية هذه الرحلة الممتعة التي لاتنفذ حول جزء من تاريخ طرابلس وغداة رحيل السفن وعائلته العظيمة أن تبحر توللي يذهبً عليها أن تقوم بالزيارة الأخيرة بأمان بقية الأسرة بما فيها مانكوطة حسب قولها إذ تأسست وبعدها السيدة الأولى صداقة مساعدة وهي تصفها نيشا " والحق حكم إن للا حلومة حكم كان محبة ورحمة فكم من قانون قاس ولا أثرت للحلومة لإزالة بفضلها بفضلها لدى الباشا " 585
في ليلة 23 آب 1793، خرجت البحر ورافقتهم جميع القناصل إلا الفرنسية وسافرتها يوم الجمعة وحتى هذه اللحظة لم تكف عن التذمر من حالة المدينة وآلت باسم هجوم "علي برغل" واستيلاءها من مكان ما، لقد عملت أعماله البربرية ونعتته بوحش بشري تألما لحال الطرابلسيين تحت نير هذا الطاغية ثم لا تترك توللي تقصيها حتى بعد أن غادرت المدينة واستقرت سفينتها في جبل طارق بتاريخ 30 نيسان 1695 حيث وصلتها رزمة من الرسائل مع صديق مفتوح للأمام من طرابلس وفيها أخبار عن تأجيل علي برغل واستيلاء يوسف وأخيه على طرابلس بعد أن عادا من تونس بقوات كبيرة .
لقد كتبت هذه المرأة في جميع أنحاء العالم عنها بعناية وشغف مما أتاح لنا مخزنا يعد واحدا في اعتقادي يحكي عن تلك الفترة من شاهد عيان وبقلم لكنه محترف وفي الوصف والتحليل والتوثيق وسيظل كتابها أو رسائلها " عشر سنوات في بلاط طرابلس " قطعة أدبية إحصائية مهمة في التاريخ الليبي .
لكني أسمع شهقاتها في ليل طرابلس الباردة ، ونشيجها المكتوم يطرق أبواب المدينة التي تغلق قبل الغروب ثم تسلم مفاتيحها إلى الباشا شخصيا عن طريق "الكاهيا الكبير" ولكأني أسمع حفيفها وهي تمشى في هذا البناء الذي يقع خلف جامع قرجي.
إنها "تولي" تلك المرأة التي قضت عشر سنوات من الأطباء في دار الطب البريطانية بطرابلس ولا يزال الدار موجودًا حتى الآن، هذا الفصل الذي وصفه "سيتون ديدرون" يوم أن شهر طرابلس لآخر مرة عام 1949 كتب أنه بناء مهجور تحول إلى دكان أو مخزن لصانع توبيت من مالطا وهو مؤلف من طابقين تقوم في زقاق ضيق مملؤ في جانب جانبيه أففران الخبازين وهو يجهز إلى قوس الشمال من سبتيموس سيفيروس على حد تعبيره قرب بوابة المدينة على البحر، لدخول الحي اليهودي السابق الذي كان في أيام مس توللي يُعزل عن السجق. الإسلامية من المدينة المنورة عند غروب الشمس ببوابات ثقيلة .
لقد كان هذا البناء مسرحا كبيرا مثل السفينة الإنجليزية جزءا هاما من تاريخ هذا البلد فالبيت قرب ميناء ويطل عليه وهذا شيء مهم وضروري لكل القناصل لتتبع حركة المراكب البحرية ورحيلها، في هذا الكتاب المهم جدا، والذي لم يخلو من أي كتابة أو دراسة أو بحث عن مدينة طرابلس تقدمت أو متأخرة إلا النشأة لنسميها: وتقول الآنسة أو كما ذكرت توللي في كتابها "عشرون سنة في بلاط طرابلس" وهو وصف شامل ودقيق وعاشق لذكريات صادقة عن طرائف الفيديو وأشا الإيالة يحكم وعادات وتقاليد مسلمي المغرب والعربتراك والأنيق ومما يجعل الكتاب ذا درجة التأثير والتحكم فيها هو المركز الذي عثر عليه فيه مسولي إذ هو مكان رائع لرؤية المعلومات ، فالقنصلية مركز طبيعي لاستقبال الزائرين من جميع الفئات ومن وظيفة أن يطّلع على الشباب الأحداث في المدينة وقد تيسر لهذه أن تتدفق حولها معلومات عن طريق الحريم العربيات فعقدن معها صداقة جامعية منذ الآن "تملكها الجمال والكياسه إضافة إلى اطلاعها المباشر على أحوال سكوت من خلال تركيزها ولللاحلومة زوجة الباشا ومن بينهم أخيها، إن أخبار ما بين أيدينا وما عليها إلا أن تؤكد الحقائق وتربطها دون تفكيك أو تركيز بل وفي سلاسة أسلوب شيك وتسجيل حرفي متمكن، فالكتاب هو مجموعة من الرسائل كتبت في طرابلس ما بين عام 1773 — 1793 ثم أرسلت هذه الرسائل إلى شخص غير معروف في بلادها وربما صديق أو ما شابه، وقد بدأت بكتابة هذا الكتاب في ذلك الوقت عندما وصلت مس توللي مع أخيها البريطاني ريتشارد توللي وعائلته وتذكر السجل الرسمي البريطاني أنه كان قد عُين في هذه السنة 1772 وقد رأى للخدمة مرة أخرى بطرابلس وأعلنت عشر سنوات بعد هذا التاريخ .