منابت الحنظل والشيء الذي ينأي (قصص) تأليف. عمر أبو القاسم الككلي
منابت الحنظل والشيء الذي ينأي (قصص) تأليف. عمر أبو القاسم الككلي
في إحدى العشيات، حيث كانا يجلسان في الشرفة حول كوبين من الشاي يحسبان حجم الديون المتراكمة عليهما دون أي تجدا الفرصة لسداد جزء منها، ويحاولان توزيعها تماما الضئيل نهائيا ليهما في الأيام القادمة قبل المستمر الممتع للإفراج عن راتب لذلك، ظهر رجل الشرفة في الشرفة. حاملا ابنه، الذي لا يبدو أنه تعد السنتي، بين عدديه، صائحا بأعلى صوته:
- أصبحت الحياة لا تطاق
كان الطفل يبكي ضاربا الهواء بيديه ورجليه، يستمر الرجل يصيح: - ماذا أفعل؟ لماذا لا يطير أطفال آدم مثل العسافير؟ هكذا...
وطوح بالطفل الصارخ في كامل ارتفاع الطابق الرابع. أطلق الطفل زعقة ضارة، كما لو كانت زعقة الحياة إذ تجد نفسه، على حين غرة، في قبضة الموت، فتزعق من البرد إحباطها وعجزها وخذلانها. انبترت الزعقة عند ارتطام الطفل بالأرض. اطلقت صرخات وشهقات من جهات مختلفة، وتداخلت في الضيقة التي تطل عليها مجموعة البنايات. هقتت وثبت الناهضة، فتعثرت وخرت مغشيا عليها
- النوع: غلاف عادي 183 صفحة
- الناشر: مجلس الثقافة العام
- تاريخ النشر: 2006
- المؤلف: عمر أبو القاسم الككلي
- ردمك: 9959380769