يعقوب وأبناؤه - تأليف: إبراهيم الكوني
يعقوب وأبناؤه - تأليف: إبراهيم الكوني
"لم يأخذ حسناء ما قرر. لم يأخذ فقررت أن يبحث عن سبب الكارثة في الامير. فتشت عن المرايا ولكن لم تجد في القصر المرايا. ذهبت إلى البستان وتوقفت على مستودع المياه. هناك مرآة مائية، وأكد عدواً ولم تر في الماء وجهها. زمن مجسداً بعد أن كشفت عن وجهها.لم تحتمل المسكينة أن ترى نفسها وقد تماهت مع هذا اللغز المسمى زماناً فقررت ان تضع حداً لهذه الإهانة.ألقت بنفسها في صهريج المياه.وحين افتقدها الخدموا بحثوا ليجدوها طافية فوق الغمر كانت لفظت أنفاسها!قد سكت الباشا! أغضض ثم فتحهما قبل أن يتساءل: ه تدري من هذه المرأة؟لم يجب الأمير فقال الباشا: إنه جدتي زينوبة هتف حسن بك: زينوبة؟ الأرناؤوتي غدراً صمت ساذج الأمير الشريكة: ماذا تريد يا أبتي أن تقول؟ أجابا لباشا ببرود: اختار أن أقول أن الأمير ليس مرآة الجدار، ولكن الحق أني لا افكر. عيون الناس.اطلق الأمير ضحكة.ولكن الباشا لم يتكيف.إذا قررت أن تخدع نفسك وتتجاهل مرآة القلب بمرآة الناس. عليك بعيون الناس التي لا تخفي خافية. هل جرّد مولانا القصر من المرايا لتحل محل المرايا الحيتان بالمرايا ؟ بلى!. ولكن لماذا؟ لأنني لا أريد أن أبصر وجهي. هذا كل ما في الأمر! تساءل الأمير بلهجة عجز: ولكن لماذا على مولانا أن يكره رؤية وجهه؟ زفر الباشا أنفاس الإعياء. قال: لا أعرف. ربما لأنه يذكرني بضعفي! صمت الابن فأضاف الأب: يخيل لي أني سأكره نفسي يومًا ما فيما بعد لو مضيت في رؤية وجهي في المرايا! سكت لحظة قبل أن يكمل: ويوم أكره نفسي لا أريد أن أعيش! حق الابن في وجه أبيه غائباً. ساعتها فتحي الباشا تحررت فريتا من جيفينين لينين لأول مرة. التفت إلى الابن ليقول: هل فهمت الآن لماذ أبعدت المرايا من ديار القصر؟! تبادل الابن مع التطبيق. فكر في الابن كم هو قبيح جسد الأب. بدين بدن، مفلطح الشفتني، سمين الشدقين، رجراج البطن. تذكر الشائعات التي يروجها القوم عن الباشا فتساءل: هل هو الضمير؟ حدجه الاب بخمول. قال بلا مبالاة: لمب في حق أحد. فلم يعذبني ضميري؟ الا تبلغ مولاي أبناء قيل والقائل؟ سوف يقرر الناس في كل شيء. هذا حال الرعية منذ وجد على الارض سلطان ودبّت على الارض رعية! تردد الأمير لحظات. تقدم نحو الباشا خطوة: قال: أخشى أن تنطلق في الفضاء بلا نار يا مولاي! ماذا تريد أن تقول: نعم، أعتقد أنك تغالي في محبة اليهود، وتتهاوى مع أي علاج بصري!".
قصص الملوك والمماليك يستعيرها الكوني من التاريخ يفلسفها ويعيد كتابها من وحي خياله. لم يتوقف القارئ عند محطات، عند منعطفات لكن شخصياته تجده يستعيد ومن خلال يعقوب وأبنائه حكايات رويت عن أحد الملوك أو السلاطين في زمن البندقية ربما وربما منذ أن تفضل إنسان على عرش، وهم حاكم على شعب لتتوالى الفتن والمكائد والدائس في سبيل التعويض أو الوصول إلى هذا المقام .