إصلاح الدول الفاشلة: إطار لإعادة بناء عالم ممزق

واليوم، ما بين أربعين وستين دولة، تضم أكثر من مليار نسمة، إما أنها انهارت أو تتأرجح على حافة الفشل. إن أسوأ مشاكل العالم ـ الإرهاب، والمخدرات، والاتجار بالبشر، والفقر المدقع، والصراع العرقي، والمرض، والإبادة الجماعية ـ تنشأ في مثل هذه الدول، وقد خصص المجتمع الدولي مليارات الدولارات لحل هذه المشكلة. ومع ذلك، فإن هذه الجهود لم تنجح إلى حد كبير. لقد لعب أشرف غني وكلير لوكهارت دوراً نشطاً في الجهود المبذولة لإنقاذ الدول الفاشلة لسنوات عديدة، حيث عملا كمسؤولين في البنك الدولي، ومستشارين للأمم المتحدة، وكمشاركين رفيعي المستوى في الحكومة الأفغانية الجديدة. في كتابهما "إصلاح الدول الفاشلة"، يصفان هذه القضية - بشكل واضح ومقنع - ويقدمان صورة على أرض الواقع عن سبب فشل الجهود السابقة ويتقدمان بحل جديد رائد لهذه الأزمات العالمية الأكثر إلحاحًا. بالنسبة للطبعة ذات الغلاف الورقي، فقد أضافوا مقدمة جديدة تتناول الأزمة المستمرة في ضوء مشاكل الحكم المستمرة في الدول الضعيفة مثل أفغانستان والركود المالي العالمي. وكما يوضحان، فإن العديد من هذه البلدان لديها بالفعل الموارد التي تحتاج إليها، لو أننا عرفنا كيفية ربطها بالمعرفة العالمية ووضعها في العمل بالطريقة الصحيحة. إن استراتيجيتهم في بناء الدولة، والتي تحدد المسؤولية بالتساوي بين المجتمع الدولي، والقادة الوطنيين، والمواطنين، ترسم طريقاً واضحاً نحو الاستقرار السياسي والاقتصادي. يقدم المؤلفون إطارًا عمليًا لتحقيق هذه الغايات، ويدعمون قضيتهم بأمثلة مباشرة للمناطق المتعثرة مثل أفغانستان والسودان وكوسوفو ونيبال بالإضافة إلى قصص النجاح في العالم - سنغافورة وأيرلندا وحتى الجنوب الأمريكي.