مرايا فينيسيا تأليف. أحمد إبراهيم الفقيه
مرايا فينيسيا تأليف. أحمد إبراهيم الفقيه
مضت نصف ساعة وأنا أنتظرها
. أسند ظهرى الى جدار برج الساعة ، وأرقب مداخل. الذين يأتون فلا يدوم انتظارهم سوى. يلتقون بعدها بأحبابهم ، ويذهبون ضاحكين متعانقين ، وأنا باق ، أستقبلهم. امرأة ألتقى بها على. امرأة لا أعرف اسمها ، ولا تعرف اسمي ، ولم تمكث معى وقتا يكفى لأن تتذكر. وأقف كل هذه المدة ، أنتظر أن تأتى. إن هذا لا يحدث إلا فى الخراريف .
الميدان ، أعلق بصرى بأطياف النساء القادمات إليه ، بحثا عنها ، وأتسلى أحيانا بإحصاء عدد
النساء والرجال الذين تواعدوا على اللقاء تحت البرج
دقيقتين أو ثلاث
وأودعهم ، كما يفعل هذا البرج ، دون أن أدرى لماذا أواصل انتظارا عقيما لا معنى له ، وأبنى
أبراجا من الأحلام ، نتيجة موعد أعرف منذ البداية أنه لم يكن إلا عبثا
ناصية الطريق ، فيبهرنى جمال عينيها ، وأستوقفها لأتسول منها موعدا ، فتهز رأسها بالموافقة
وتمضي
ملامح وجهي ، كيف أوهم نفسى بأن لى موعدا معها
راكضة نحوي ، تغمرنى بعبق أنوثتها ، وتمنحنى نصيبا من عطرها ، وتفسح لى مكانا فى دائرة
الضوء التى يصنعها جمالها ، وتترك ما لديها من ارتباطات وعلاقات لتصطفينى ضيفا على
موائد حبها