أشياء رائعة - تأليف: ريم بسيوني
أشياء رائعة - تأليف: ريم بسيوني
Regular price
£12.00
Regular price
Sale price
£12.00
Unit price
/
per
ردمك 9789771454717
اسم المؤلف ريم بسيوني
عدد الصفحات 288
سنة النشر 2017
دار النشر نهضة مصر للنشر
غلاف الكتاب عادي
من كتاب الموتى والأحياء:
أيها اللص الأول .. صاحب خطوة المبادرة. يا من اخترق المستحيل ونفض الغبار واكتشف الكنز.
اعذرني فلغتي العربية يرثى لها.. لم أتعلم في المدارس المصرية التي انتجتها الثورة وليس لي اعتراض على الثورة فالثورات نتاج الغضب والغضب يولد الرخاء والرخاء يولد اللصوص مثلك. ونحن بلد الرخاء القليل والكثير من الغضب ونحن عندما نغضب نصرخ و عندما نصرخ نبكي و عندما نبكي نفوض امرنا للخالق و نحيا في صبر و استسلام.
على كل انا لست من نتاج الثورة الاولى و الثانية و الثالثة و لست من نتاج التيار الماركسى او الناصري او الرأس مالي او الديني او العربي او العبري او اللصوصي او الاقطاعي او تيار الوعي و اللا وعي.
انا لا انتمي لطبقات الشعب الكادح. انا انتمي لمجموعة نادرة و قليلة سأتكلم عنها بعد قليل.
ايها اللص المكافح الذي اجتهد ليصل الى الهدف ووصل اخيرا..عندما تقرأ هذه الكلمات على جدار المقبرة ستعرف من انا و من هي بلدي؟ امراة خائنة ام قاسية ام مخادعة ام اصيلة ام صبورة ام ارملة تتلاعب بها الاقدار. ستعرف من هي .. و اعذرني فعربيتي ركيكة للغاية و لماذا اتعلم العربية اصلا و انا مصري نادر كوالدي و جدي، ..عالم..كاهن في يده مفاتيح الحياة و الموت. و في يده سر الخلود و البقاء..مصري صمم المجد و سيطر على الفراعنة و حكم الملوك.
والدي كان يقول دائما " لكل بلد ملك واحد فقط يحيا في ترف بينما الجميع يكدح و في كل بلد عالم واحد يسيطر على الملك اما في بلدي..اما في بلدي..
فهناك عدد كبير من الملوك وعبيد لا تحصى..في بلدي يمكنك ان تحيا ملكا بين اسوار مقبرتك الرائعة و تسحق الفقر و العبد و الشعب و القدر و النجوم.
والدي يقول: معظم اللصوص ملوك و معظم الملوك محاطة بالحاشية و الرعاة.
و لكن يا بني..انت لست ملكا و لست عبدا..انت من بنى الاهرامات ومن نسج الحضارة من بين نيران تنين الطغاة. انت العالم..في يدك السر و المعرفة.
و المعرفة ليست للعامة و لا للعبيد و لا للصوص. المعرفة للكاهن.
و الكاهن لا يشغل بالة بأحوال البشر. الكاهن ولد ليبتكر.
انا،والدك، كنت كاهنا..عشت اعظم من الملوك و مت اعظم من الملوك و خلد اسمي على جدار الدهر كالاهرام. و انت ابني".
معذرة يا ايها اللص..فعربيتي لا تسمح لي بالكتابة على الجدران فأنا صاحب التصميم و البناء و صاحب الفكرة و المعرفة انا اعمل و لا اكتب و لم اتخرج من مصانع الثورة و لا اؤمن بتكافؤ الفرص ابدا في بلد يكثر فيه الملوك و الرعايا و يكبل العبد منذ يوم مولده و حتى يدفن بلا مقبرة.
من كتاب الموتى والأحياء:
أيها اللص الأول .. صاحب خطوة المبادرة. يا من اخترق المستحيل ونفض الغبار واكتشف الكنز.
اعذرني فلغتي العربية يرثى لها.. لم أتعلم في المدارس المصرية التي انتجتها الثورة وليس لي اعتراض على الثورة فالثورات نتاج الغضب والغضب يولد الرخاء والرخاء يولد اللصوص مثلك. ونحن بلد الرخاء القليل والكثير من الغضب ونحن عندما نغضب نصرخ و عندما نصرخ نبكي و عندما نبكي نفوض امرنا للخالق و نحيا في صبر و استسلام.
على كل انا لست من نتاج الثورة الاولى و الثانية و الثالثة و لست من نتاج التيار الماركسى او الناصري او الرأس مالي او الديني او العربي او العبري او اللصوصي او الاقطاعي او تيار الوعي و اللا وعي.
انا لا انتمي لطبقات الشعب الكادح. انا انتمي لمجموعة نادرة و قليلة سأتكلم عنها بعد قليل.
ايها اللص المكافح الذي اجتهد ليصل الى الهدف ووصل اخيرا..عندما تقرأ هذه الكلمات على جدار المقبرة ستعرف من انا و من هي بلدي؟ امراة خائنة ام قاسية ام مخادعة ام اصيلة ام صبورة ام ارملة تتلاعب بها الاقدار. ستعرف من هي .. و اعذرني فعربيتي ركيكة للغاية و لماذا اتعلم العربية اصلا و انا مصري نادر كوالدي و جدي، ..عالم..كاهن في يده مفاتيح الحياة و الموت. و في يده سر الخلود و البقاء..مصري صمم المجد و سيطر على الفراعنة و حكم الملوك.
والدي كان يقول دائما " لكل بلد ملك واحد فقط يحيا في ترف بينما الجميع يكدح و في كل بلد عالم واحد يسيطر على الملك اما في بلدي..اما في بلدي..
فهناك عدد كبير من الملوك وعبيد لا تحصى..في بلدي يمكنك ان تحيا ملكا بين اسوار مقبرتك الرائعة و تسحق الفقر و العبد و الشعب و القدر و النجوم.
والدي يقول: معظم اللصوص ملوك و معظم الملوك محاطة بالحاشية و الرعاة.
و لكن يا بني..انت لست ملكا و لست عبدا..انت من بنى الاهرامات ومن نسج الحضارة من بين نيران تنين الطغاة. انت العالم..في يدك السر و المعرفة.
و المعرفة ليست للعامة و لا للعبيد و لا للصوص. المعرفة للكاهن.
و الكاهن لا يشغل بالة بأحوال البشر. الكاهن ولد ليبتكر.
انا،والدك، كنت كاهنا..عشت اعظم من الملوك و مت اعظم من الملوك و خلد اسمي على جدار الدهر كالاهرام. و انت ابني".
معذرة يا ايها اللص..فعربيتي لا تسمح لي بالكتابة على الجدران فأنا صاحب التصميم و البناء و صاحب الفكرة و المعرفة انا اعمل و لا اكتب و لم اتخرج من مصانع الثورة و لا اؤمن بتكافؤ الفرص ابدا في بلد يكثر فيه الملوك و الرعايا و يكبل العبد منذ يوم مولده و حتى يدفن بلا مقبرة.