Skip to product information
1 of 1

My Store

القوقعة تأليف. عبدالله الغزال

القوقعة تأليف. عبدالله الغزال

Regular price £15.00
Regular price Sale price £15.00
Sale Sold out
Taxes included. Shipping calculated at checkout.
  •  الغلاف: غلاف عادي
  • الناشر:  الانتشار العربي
  • تاريخ النشر: 2006

عندما تشرع في قراءة "القوقعة" لعبد الله علي الغزال، يداهمك شعور هادئ، وينتابك الإحساس، حين تكون مهووساً بروايات المغامرات وكثرة الأحداث، بأن لا شيء يجري داخل القوقعة، وأن ما فيها يتحرك بتؤدة وبطء لا نظير لهما، أو كأنها عالم يتقدم إليك بهدوء وبساطة وعمق.

يبرز لك هذا الهدوء في غياب الحدث الذي تلهث وراءه أو الذي تبغي الإمساك به لتلاحق ما سيجري وتخلق لك العوالم الممكنة في مخيلتك الجامحة، لأن كل واحد منا عندما يقتحم مجتمع الرواية، أي رواية، ينطلق مما تراكم لديه من تجارب في القراءة. فالأحداث هنا قليلة، وحتى ما يقع منها لا يمكن أن تضمه إلى ما تستجمعه من أحداث ووقائع، إلا بعد أن تقطع أشواطاً هامة من عوالم النص الروائي، وحتى في هذه الحالة الأخيرة تجد حصيلة ما ادخرته منها قليل جداً، بالقياس إلى ما يتزاحم لديك وأنت تتابع شريطاً أميركياً أو تقرأ رواية كلاسيكية، وإن كان الرصيد الذي يتأكد لك من القراءة أهم وأغنى.

وإن الراوي وهو بالمناسبة ماهر وحاذق، يأخذ كل وقته ليبني عالماً لا تتشكل لك ملامحه إلا بعد الانتهاء منه، وهو يبنيه غير مستعجل ولا متابع بشغل آخر يقضيه غير غزل خيوط عالمه بهدوء وصبر وأناة، يصف الأشياء ويتوقف عند أدق التفاصيل المحيطة بعالم شخصية "ميكال"، وانعكاساتها على نفسيته العميقة والهادئة إلى درجة الجماد: تربصه مثلاً للزنجي والفتاة، أو تلصصاته العديدة على مالك المزرعة وضيوفهم في سهراتهم الليلية، أو على ابن مالك المزرعة و"نوار" أو معاينته مشهد قتلها الفظيع على يد ابن مالك المزرعة ببرود وحياد يصل حد الموت في نهاية الرواية.

إنها سبعة أقسام تنقلك بين فضاءات متعددة، ثلاثية الأبعاد: النيجر، ليبيا، تونس، وداخل هذه الفضاءات ينقلك السرد من الصحراء إلى البحر، ففي الصحراء تجد القرية الإفريقية التي يقتلها الجفاف والجوع وتفرض على أبنائها الهجرة إلى الشمال (ليبيا) كمحطة عابرة أو دائمة وفي اختراق الصحراء للوصول إلى الحلم تنقضي حيوات وتنتهي مصائر. وفي المدينة الحلم، يأتي السور الذي يضرب عليها ويحاصرها فترى الثراء السريع ومقابله استغلال الموقف عن طريق إشباع الغريزة الحيوانية وترك الضحايا.

هذه الرحلة التي تقوم بها الشخصية المحورية "ميكال" تتأسس على حافز مركزي هو اصطحاب البطل معه "قوقعة" تصير تختزل "وجوده" ومقررة لمصيره، إلى جانب وصية حكيمة (ناسكة، نوار معاً وراءهما وصية). يؤدي خرق الوصية، وضياع القوقعة ارتباكاً في حياة البطل: ضياع البوصلة خلال مدى واسع في الرواية، فيكون، وكأن كل ما وقع نتاج هذا الإهمال، وبعد أن يقع كل ما وقع، وتمتلئ كل الفجوات وتسد كل الثغرات، يعثر ميكال على "قوقعته" فيكون ذلك إيذاناً بانتهاء مصير، فتقرر الجملة ما قبل الأخيرة في الرواية الرجوع إلى موطن القوقعة الأول. وهذه "القوقعة" ستغدو عنواناً على دلالات متعددة يوحي إليها النص بين الفينة والأخرى، وهي تتكامل فيما بينها لتشكيل صورة النص العامة، وبذلك فهي حين تكون "عنوان" الرواية فهي بذلك تختزن كل مقوماته وعناصره.

View full details