1
/
su
1
My Store
النزهة البحرية الإسبوعية التي تحولت إلى حقبتين من الحرب تأليف: محمد عبد الرزاق مناع
النزهة البحرية الإسبوعية التي تحولت إلى حقبتين من الحرب تأليف: محمد عبد الرزاق مناع
Prezzo di listino
£10.00
Prezzo di listino
Prezzo scontato
£10.00
Prezzo unitario
/
per
Imposte incluse.
Spese di spedizione calcolate al check-out.
Impossibile caricare la disponibilità di ritiro
هذا الكتاب ...ه
في أوخر القرن الماضي كان ساسة الصالونات الاوروبية الاستعمارية يحاولون تدمير دولة الاتراك لكي يحلوا محلهم في الوطن العربي. وكان الشعب العربي الذي لم يقيموا له وزنا أو يحسبوا له حسابا يرزح تحت وطأة تسلط الباشوات و غطرسة الانكشارية زهاء أربعة قرون حُرم خلالها من نور العلم والحضارة
وقال أحدهم وهو إبطالي سنة 1860م:ه
(ا(إذا كانت الامبراطورية العثمانية هي في طور الاحتضار فلبس من العدل أن يقسم الإرث بنسب غير متكافئة بين دول أوروبا الكبرى على حساب إيطاليا, ومن ثم يجب أن يكون هناك ضرب من النزاهة و تكافؤ الفرص لكي يحصل كل منهم على نصيبه من وافراَ من تركة الرجل المريض)ه
وأضاف:ه
ا(بما أن مصر قناة السويس قد آلت الى بريطانيا وحيث ان تونس التي طالما كنا نرنو اليها بشغف وشوق تكاد تلتهمها قرنسا لذلك فلا بأس ان تبادر إيطاليا بالوثوب على ليبيا, قطعة الارض هذه الواقعة بين هاتين المنطقتين الحيوتيين حتى يكون لها مجال حيوي تستنشق منه النسيم العليل ثم تنطلق جنوبا نحو أفاق اخرى)ه
و زعم جوليتي رئيس حكومة روما وهو يودع جنوده وضباطه في اساطيل الغزو انه بوسعهم إحتلال ليبيا في نزهة بحرية قد لا تستغرق اسبوعا لكي يقدموها هدية للشعب الايطاليه
ولكن هذه النزهة الممتعة صارت رحلة شاقة محفوفة بالزوابع و الانواء بمجرد ان حطت رحالها في ربوع الصحراء عبر فيافي مغبرة محرقة شاسعة وواجهت شعباً صغيرا أعزل إستطاع بإيمانه وعزيمته ان يمرغ انوفهم في الاوحال وأن يذيقهم الويلات مدة 20 عاماً من الصراع الدموي كلفتهم المليارات من الفرنكات القديمة وعدد خمسين جنرالا و ربع مليون مقاتل ابتلعتهم الصحراء وهضمتهم في جوفها.
ولعل دروس التاريخ تكون عبرة لكل مغرور تسوْل له نفسه أن يطمع فيما ليس له حقه
في أوخر القرن الماضي كان ساسة الصالونات الاوروبية الاستعمارية يحاولون تدمير دولة الاتراك لكي يحلوا محلهم في الوطن العربي. وكان الشعب العربي الذي لم يقيموا له وزنا أو يحسبوا له حسابا يرزح تحت وطأة تسلط الباشوات و غطرسة الانكشارية زهاء أربعة قرون حُرم خلالها من نور العلم والحضارة
وقال أحدهم وهو إبطالي سنة 1860م:ه
(ا(إذا كانت الامبراطورية العثمانية هي في طور الاحتضار فلبس من العدل أن يقسم الإرث بنسب غير متكافئة بين دول أوروبا الكبرى على حساب إيطاليا, ومن ثم يجب أن يكون هناك ضرب من النزاهة و تكافؤ الفرص لكي يحصل كل منهم على نصيبه من وافراَ من تركة الرجل المريض)ه
وأضاف:ه
ا(بما أن مصر قناة السويس قد آلت الى بريطانيا وحيث ان تونس التي طالما كنا نرنو اليها بشغف وشوق تكاد تلتهمها قرنسا لذلك فلا بأس ان تبادر إيطاليا بالوثوب على ليبيا, قطعة الارض هذه الواقعة بين هاتين المنطقتين الحيوتيين حتى يكون لها مجال حيوي تستنشق منه النسيم العليل ثم تنطلق جنوبا نحو أفاق اخرى)ه
و زعم جوليتي رئيس حكومة روما وهو يودع جنوده وضباطه في اساطيل الغزو انه بوسعهم إحتلال ليبيا في نزهة بحرية قد لا تستغرق اسبوعا لكي يقدموها هدية للشعب الايطاليه
ولكن هذه النزهة الممتعة صارت رحلة شاقة محفوفة بالزوابع و الانواء بمجرد ان حطت رحالها في ربوع الصحراء عبر فيافي مغبرة محرقة شاسعة وواجهت شعباً صغيرا أعزل إستطاع بإيمانه وعزيمته ان يمرغ انوفهم في الاوحال وأن يذيقهم الويلات مدة 20 عاماً من الصراع الدموي كلفتهم المليارات من الفرنكات القديمة وعدد خمسين جنرالا و ربع مليون مقاتل ابتلعتهم الصحراء وهضمتهم في جوفها.
ولعل دروس التاريخ تكون عبرة لكل مغرور تسوْل له نفسه أن يطمع فيما ليس له حقه
- النوع: غلاف عادي صفحة317
- الناشر: شركة مطابع المختار
- تاريخ النشر: 1992
- تأليف: محمد عبد الرزاق مناع
Share
